Thursday, January 22, 2009

كلام قيم لأبي حامد الغزالي



بلغني أن كتبا تؤلف من قبل مسلمين كيما في حد رأيهم ترد على نظريات أتى بها العلم الحديث . هذه الكتب و الله , تخلق
 تعارضا من حيث لا يوجد و يا ليت من يكتبها أو يدافع عنها قرأ شيئا من تهافت الفلاسفة للغزالي رحمه الله.الإمام أبو حامد الغزالي عاش في نهاية القرن الخامس الهجري أي بعد بداية فترة النشاط العلمي الإسلامي و بعد مرحلة الترجمة من كتب  اليونان و الإغريق إلى العربية.  وهذا إضافة إلى مقام هذا العالم الجليل يجعل رأيه قيما جدا في الرد على من يريد أن يعارض نظريات علمية ثابتة بقوانين عقلية رياضية و فيزيائية بناءاً على فهم معين من لديه لآيات من القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة. فمن ذلك الكتاب أنقل ما يلي. حيث قال المؤلف في مقدمة الكتاب مبينا ما سيتعرض له الكتاب و ما ما لا يتعرض له الكتاب في رده على الفلاسفة 

"القسم الثاني: ما لا يصدم مذهبهم (أي الفلاسفة) فيه أصلاً من أصول الدين، وليس من ضرورة تصديق الأنبياء والرسل منازعتهم فيه، كقولهم: إن كسوف القمر، عبارة عن انمحاء ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس، والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب، وإن كسوف الشمس، وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس عند اجتماعهما في العقيدتين على دقيقة واحدة.
وهذا الفن أيضاً لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض ومن ظن أن المناظرة في ابطال هذا من الدين فقد جنى على الدين، وضَعَّف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابيَّة لا يبقى معها ريبة. فمن تطلَّع عليها، ويتحقَّق أدلّتها، حتى يُخبر بسببها عن وقت الكسوفين وقدرهما ومدة بقائهما إلى الانجلاء، إذا قيل له إن هذا على خلاف الشرع، لم يسترب فيه، وإنما يستريب في الشرع، وضرر الشرع ممَّن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممّن يطعن فيه بطريقة. وهو كما قيل: عدوّ عاقل خير من صديق جاهل." 
فتأمل قوله أن هذه الأمور مبنة على مبادئ هندسية رياضية لا يبقى بعد النظر فيها ريبة لصاحب عقل. ثم انظر إلى تبيينه أن ضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقة اه. فليت قومي يعلمون. 
ثم يقول الغزالي مستطردا :

وأعظم ما يفرح به المُلحدة، أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا، وأمثاله ( اي ألامور الثابتة بالراهين الرياضية) على خلاف الشرع، فيسهل عليه طريق إبطال الشرع، ان كان شرطع امثال ذلك. وهذا: لأنّ البحث في العالم عن كونه حادثاً أو قديماً، ثم إذا ثبت حدوثه فسواء كان كرة، أو بسيطاً، أو مثمناً، أو مسدّساً، وسواء كانت السماوات، وما تحتها ثلاثة عشرة طبقة، كما قالوه، أو أقلّ، أو أكثر، فنسبة النظر فيه الى البحث الالهىّ كنسبة النظر الى طبقات البصل وعددها وعدد حبّ الرمان. فالمقصود: كونه من فعل الله سبحانه وتعالى فقط، كيف ما كانت." فالله المستعان.

No comments:

Post a Comment